نصيحة عابرة منعتني من إنهاء حياتي خلال المراهقة

Mohammad Awad

Mohammad Awad Source: Supplied

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

محمد عوض كره اسمه ليس لمعناه ولا لنسبه، ولكن بسبب العقبات التي أجبره على مواجهتها. شعر بالعزلة التي آلت به الى مشاكل نفسية إلى حد كان يفكر فيه بالانتحار. الآن، يعاني من "رهاب الشرطة" الذي أصابه بعد مواجهة العديد من التجارب المؤلمة مع عناصر الأمن في أستراليا.


استمعوا إلى قصة محمد عواد بالضغط على الرابط الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.

أو عبر منصات البودكاست المفضلة لديكم هنا

يعتقد محمد عواد أن اسمه كان السبب وراء أغلب متاعبه كعربي مسلم ولد وترعرع في أستراليا. ويعتقد أيضا أن هذا الاسم كان السبب وراء توقيفه المتكرر في المطار عندما كان يسافر سنويا إلى لبنان ليرى والدته التي كانت تعيش هناك بعد أن انفصلت عن والده.

ينحدر محمد من أسرة لبنانية جاءت من أحدى قرى شمال لبنان حيث تُزرع أشجار الخوخ والحمضيات. ورغم أنه مولود في أستراليا إلا أن أصوله الريفية لعبت دورا أساسيا في تكوين شخصيته الحالية.

بدأ شعور محمد بالعزلة عندما كان مراهقا، في الثالثة أو الرابعة عشر من العمر. تطور الأمر مع الوقت حتى دخل في أزمة نفسية أوصلته إلى الاكتئاب.
شعرت بأن لا أحد يرغب بوجودي خارج المنزل، ودخلت في مرحلة من الاكتئاب.
وقال محمد: "أعتقد أن الصور النمطية التي أُخذت عن الإسلام والثقافة العربية التي عرضتها وسائل الإعلام الغربية، كان لها دورا كبيرا في تدهور حالتي النفسية وابتعادي عن طلب المساعدة عندما بدأت حالتي النفسية بالتدهور."

كان الشعور المسيطر عليه وقتها ينبع من أن لا أحدا يكترث لأمر العرب أو الأشخاص من غير أصحاب البشرة البيضاء، وأن الشباب العربي الأسترالي وضعوا تحت المجهر من قبل وسائل الإعلام والشرطة وأمن المطارات والمدرسين وحتى على الإنترنت.
Mohammad Awad
Mohammad Awad Source: Supplied
"تعرضت للمضايقة في الشوارع، ولديّ تجارب مؤلمة مع الشرطة، وتم استجوابي في المطارات لعدة ساعات، وطُلب مني تغيير اسمي، وأتهمت بالإرهاب، ونُعت "بالعربي القذر".

"كان هناك قضايا أخرى ساهمت في تدهور حالتي النفسية مثل علاقتي بعائلتي وأمور شخصية أخرى لها علاقة بتكوين هويتي وشعوري بالضياع بين تقبل الأستراليين لي وما علي اتباعه من عادات وتقاليد عربية."
استمع لمقتطفات من بودكاست الهوية

My Arab Identity بودكاست الهوية

جرب محمد استخدام عدد من الأسماء المستعارة للهروب من التحديات التي فرضها عليها حمل هذا الاسم مثل: "عواد" والاختصارات المتعارف عليها لاسم محمد في أستراليا مثل "Mo" أو "Moey"وقال محمد "شعرت أنها وسيلة رخيصة للشعور بالقبول من أفراد المجتمع."

"لم أرد أبدًا على والدي باللغة العربية علنًا. يؤسفني ذلك جدا الآن ويظهر في لغتي العربية المكسورة والتشبث اليائس بكل ما أستطيع أن أدافع فيه عن تراثي."

"شعرت بالعزلة أيضا في كل مرة كان أصدقائي يذهبون الى أماكن لا تقدم الأطعمة الحلال، وكان هذا يمنعني من الخروج للاستمتاع بوقتي مع الأصدقاء."

يتذكر محمد عندما كان في السادسة عشر من عمره وتم استجوابه في مطار سيدني لعدة ساعات حتى فاتته الرحلة: "اتُهمت بمحاولة السفر للانضمام إلى تنظيم داعش، وكنت محل شك على الفور لأنني مسلم واعتبروا أن ديني "عالي الخطورة"."

"كانت هذه تجربة مرعبة بالنسبة لي، خصوصا أني كنت صغيرا ولم أرتكب أي جريمة في حياتي."
كنت أحاول أن أبرر لساعات لرجال الأمن والشرطة وحماية الحدود بأني مسلم معتدل، لما كان علي تبرير هذا؟
"أخذوني أمام الجميع وأنا أتناول الطعام وحدي في مطعم ماكدونالدز في إحدى ساحات المطار."

"فتشوني وفتشوا هاتفي المحمول، وكمبيوتري، وعندما انطلق آذان الفجر "الله أكبر" من هاتفي عادوا الي مسرعين، وسألوني "ما هذا؟" فقلت إنه وقت الصلاة علي أن أصلي فسألوني "تصلي؟" قلت نعم، فسألوني "لماذا تصلي ألست مسلما معتدلا؟"

"نتيجة لهذه التجربة المفزعة لا أستطيع القيادة وأنا أرى سيارة شرطة دون أن أشعر بالقلق شديد."

في سن السادسة عشر أيضا، رغب محمد في إنهاء حياته.

"فكرت أن أنهي حياتي لشعوري أنني في حد ذاتي مشكلة، وأني شخص لا يمكنه الاندماج في المجتمع وأني لا قيمة لي، لا أستحق الحب ولا العيش في سلام ولا المشي في الطريق دون أن اتعرض للإساءة من بعض من الناس."

كان أحد المدرسين في المدرسة يلاحظ انعزاله وقام بالتدخل في الوقت المناسب لينصحه بطلب المساعدة والحصول على استشارة نفسية. 

"قلت سأجرب، وذهبت لأقابل أحد المستشارين بالفعل. وكانت هذه بمثابة خطوة كبيرة بالنسبة لوضعي النفسي. واستطعت التعبير عما أشعر به في مكان شعرت فيه بالأمان."
Mohammad Awad
Mohammad Awad Source: Supplied
"بدأت في كتابة القصص القصيرة والأغاني والشعر. كان الشعر هو الشيء الوحيد الذي ساعدني في السيطرة على حالتي النفسية وكلما كتبت كلما شعرت بالراحة خصوصا أنها منصة مقبولة ثقافيا."

شهدت حالته النفسية تحسنا كبيرا بعد تلقيه العلاج والدعم النفسي. وبعد أن كان رافضا لهويته، وصل إلى صيغة للتفاهم معها وحملها بفخر حتى لو كان ذلك يعني مواجهة المشاحنات العنصرية والتعامل معها.
تعرفوا الى بودكاست الهوية

بودكاست الهوية - My Arab Identity

و بعد مروره بتلك الأزمة النفسية، وصل محمد إلى قناعة أن المجتمعات العربية ينقصها الكثير من الدعم والتعليم في مجال الصحة العقلية، ولهذا أخذ على عاتقه تقديم المساعدة لكل من يحتاجها.

"أدرس وأعمل في مجال الصحة النفسية لأتمكن من تقديم المساعدة ودعم الجاليات متعددة الثقافات خصوصا في غرب سيدني."

"دفعني الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية لدراسة الصحة النفسية في الجامعة والعمل في هذا المجال الآن."
Mohammad Awad
Mohammad Awad Source: Supplied
" لم أقابل شخصًا واحدًا في حياتي لا يحتاج إلى نوع واحد على الأقل من أنواع الدعم النفسي."

يعتقد محمد أن أبناء الاغتراب لا يمكنهم تجنب أزمة الهوية المختلطة تمام، حيث أنهم محاصرون بين جذور أوطانهم الأم والأراضي التي هاجرت عائلاتهم إليها. ولكن مع الوقت أدرك أن الولادة في الشتات تعد هوية مستقلة بحد ذاتها.

"أنا سعيد الآن الحمد لله. ربما أواجه تجارب سلبية في الأماكن العامة بنفس المعدل الذي كانت عليه منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمري - ولكني أكثر ثقة في نفسي مما كنت عليه في أي وقت مضى وهذا هو الفرق."

يمكن للقراء الذين يسعون للحصول على الدعم والمعلومات حول منع الانتحار الاتصال بـ Lifeline على رقم 131114 أو على الرقم 1300659467 وخط مساعدة الأطفال على 1800 55 1800 (حتى سن 25).

هذه الحلقة الثامنة من بودكاست الهوية - My Arab Identity، الذي يحكي فيه شباب عرب أستراليون كيف يتعاملون مع التحديات التي تواجههم كحاملين لهوية مختلطة - عربية غربية. يمكنكم سماع باقي القصص وقراءتها .

استمعوا إلى قصة محمد عواد بالضغط على الرابط الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.

أو عبر منصات البودكاست المفضلة لديكم هنا


شارك